الثلاثاء، 8 مارس 2011

أمن الدولة أم من؟؟

بسم الله الجبار
قمة الإحتقار و الإحتقان و الغضب تسيطر على جموع الشعب من هذا الجهاز الذي كان هو قلب الفساد و عقله..هذا الجهاز الذي لم يتورع و لم يتق و لم يتردد في عمل أي شيء و كل شيء, في سبيل تحقيق رؤى او منافع فاسدة شيطانية.
و ما حاولت ان أساله لنفسي, لمصلحة من عمل هذا الجهاز؟؟ بالفعل هو سؤال لا أدرك له إجابه!
هل هي مصلحة الدولة؟ يقينا لا..إذن هل هي مصلحة النظام الفاسد...بالرغم من أنه يبدو كذلك للوهلة الأولى, لكن مع القليل من المعلومات التي سُربت, يتضح أيضا انتفاء هذا الغرض. فهذا الجهاز لم يكن ولاءاً لأحد, ولم يعمل لخدمة طرف واحد على طول الخط, و لم يعمل وفق نسق محدد أو منطقي, بل إنه اراد الإمساك بكل أطراف الفساد و المؤامرات على اختلافها و تنوعها.. فتارة عمل لمصلحة بعض الضباط و القيادات الفاسدة التي كانت ترتع في جنبات هذا الوطن بلا رادع, و تارة عمل لمخطط التوريث, وتارة عمل لتأجيج التوتر السياسي -الذي هو يصب ضد التوريث- و تارة في الإنشقاق الطائفي, و تارة في ضرب السياحة!! و هذا -و إن نجحت في إيحاد تفسير منطقي له- فهو نابع من قناعة هذا الجهاز الدفينة بعدم شرعيته, فعمد الى حماية نفسه و وجوده بترهيب الآخر...كل الآخر.
و ربما يفسر هذا أيضا لماذا و فيما كان يستخدم هذا الجهاز هذا الكم من المعلومات التي يجمعها أو يختلقها؟ و خاصة في وجود رئيس لا يقرأ و لا يكترث بما يحدث و مطمئن تماما لإستقرار الأمر له و لولده من بعده؟! 
فاليقين قبل المنطق يؤكد أن هذا الجهازعمد أن يكون هو الرعب ذاته لكل كائناً من كان على أرض مصر..عمد أن يكون هو الوحش القابع بالظلام متربصا بفريسته وقتما يشاء, فكانت الفريسة دوما تحت رحمته, و هو ينظر اليها في استعلاء القوة مدججا بجبروت الكفر. لقد وضع هذا الكيان الجهنمي الدولة كلها تحت وطأته و لا زال لم يهنأ, بل تجاوز الشيطان دهاءا عندما أدار عمليات في الخفاء لكي يشكل بها اتجاهات الوطن السياسية و الدينية و الإجتماعية, و الأيام القادمة ستظهر حقائق مفزعة..

بينما أحاول السيطرة على تدفق أفكاري, و سرعة الأحداث من حولي...أجزم ان هذا الجهاز الجهنمي حمل بين اسراره مفاسد كافة الشخصيات العامة, أما الشرفاء منهم, فهذا الجهاز لم يتورع عن زرع أو إختلاق مفسدة يستطيع ان يُدخل بها من أراد تحت سيطرته . و أما القليلين المتبقين من أبناء الوطن, فأنه إكتفى بتهميشهم بـ (دعاوى أمنية) غير قابلة للنقاش. فلم ينج مسئول أو شخصية عامة من فتنة هذا الجهاز. من موظفين كبار و أساتذة جامعات و صحفيين و مقدمي برامج..حتى الرئيس المخلوع و عائلته لهم ما يدينهم داخل هذا الجهاز, كل شخص او شيء في مصر له ما يدينه...ناهيك عن المواطنين البسطاء الذين أبدوا مقاومة شريفة لعقيدة الجهاز و اهواءه التي كانت كميثاق وضعه الكيان الشيطاني من أعوان إبليس, فكان لهم ما نالوه من عذاب.
--------------
إن هذا الجهاز يجب أن يختفي و ليكن ما يكون..لا يُعقل ان نبقي على هذا الكيان الجهنمي بدعوى أنه قد حمى مصر من الأخطار الخارجية على مدى بضع سنوات...و أشك جدا في هذا..و حتى إن كان قد حدث, فإنه أضر بمصر أضعاف ما أفادها.
 و طالما هناك أجهزة أخرى معنية بأمن الدولة أيضا, فلا خوف على مصر التي أثبتت أنها اكثر قوة و صلابة من أي وقت مضى.
فسُحقا لكل ما تم من نجاح لهذه الثورة إذا ما تم الإبقاء على هذا الجهاز الفاسد الذي أصبح دولة فساد. لا يجب الإبقاء عليه تحت أي ظرف... كذلك يجب محاسبة كل من إنتمى لهذا الجهاز و استغله لقمع الحريات و طمس الكفاءات و ترويع المواطنين الآمنين على مدار سنوات عمله القاتمة.
لقد ثُـرنا على مبارك الطاغية و أسقطناه, و في سبيل ذلك استشهد من استشهد من خيرة شباب مصر لإعلاء كلمة الحق...فلتستمر الثورة و الدماء المبذولة الى أن يُحـَل هذا الكيان الشيطاني..اما أمن الدولة...فالله ثم الشعب كفيلُُ به..ثم تأتي الجهات الأمنية الوطنية التي تعمل في النور و وفق معطيات الشرعية و سيادة القانون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق