الجمعة، 4 مارس 2011

الحكومة و الفيسبوك


بسم الله
من اهم الإنجازات الغير مباشرة للثورة هو جعل النظام الجديد يسعى الى فتح قنوات اتصال مباشرة مع الشعب, و ذلك للتواصل و للتعرف على نبض الشعب من ناحية, و التدخل و السيطرة -إن استدعى الأمر- من جهة أخرى, حيث تم استيعاب الدرس جيدا من النظام السابق, أن الإنترنت و مواقع التواصل الإجتماعي لم تكن فقط للـهو وتضييع الوقت...لكنها أثبتت فاعليتها الرهيبة في الحشد و التوجيه أيضا.  و لأن النظام السابق كان في برج عاجي و يعميه التكبر, فلم يهتم أو يلق بالاً بالموجة المتزايدة على الفيسبوك...و إنما إكتفى ببعض التشهير الإعلامي من خلال أدوات النفاق المعروفة, و مراقبة الصفحات الشخصية, و الفتك بأصحابها من النشطاء إن أمكن..ولكن في نهاية الأمر, لم يتمكن النظام, بل و لم يكن يخطر بباله أن هذه الأعداد تتزايد و تتراكم بسرعة قياسية, و تكبر ككرة الثلج العملاقة, حتى وصلت الى ما يسمى بالكتلة الحرجة, التي ما إن تحركت, حتى إستحال إيقافها. و لذلك حدث ما كان..و الله أكبر.
و قد إستوعب النظام الحالي الدرس, و لكني أشعر بأن النظام قد فزع من خطيئة سابقه, و إستجاب بشكل مبالغ فيه, فقرر الهرولة سريعا و فتح الباب على مصراعيه أمام التواصل الغير مدروس مع الشعب - بالرغم من قبول الفكرة من الناحية النظرية.
و لم يجد النظام أفضل و أسرع من الفيسبوك للتواصل..و هو بالفعل موقع رائع و فعال, و رأت الدولة الإستفادة من شعبيته بين المصريين, وهذا بالفعل تطور نوعي في أداء النظام, لكن الخطورة أننا أصبحنا نعتمد عليه كمصدر أساسي او وحيد للتواصل..و هنا بالفعل تكمن خطورة.
 ما إستوقفني هو كم الصفحات الرسمية التي أنشأت على الفيسبوك في زمن قياسي, و كأن كل جهة رسمية تقدم صك الغفران و طلب فتح صفحة و صحيفة جديدة مع الشعب من خلال الفيسبوك..و لأني أخشى من كل ما ينمو نمواَ سريعا أو غير طبيعياَ..بدأت أفكر بشكل أعمق...و فكرت في بعض التساؤلات التي تتضمنها بعض الإنتقادات و الإقتراحات:
-         لماذا لا يفكر النظام في إنشاء مواقع تواصل من خلال مواقع حكومية محلية, و مؤمَنة من الناحية المعلوماتية..حيث أن الفيسبوك هو مسرح علني لكل المستخدمين –مصريين و غير مصريين- لعرض البيانات و المعلومات التي قد تكون خطيرة او حساسة في أحيان كثيرة؟! و قد أثير كثيرا من قبل أن الفيسبوك أداة مراقبة من قبل أجهزة الأمن الأمريكية...و المعلومات التي يحتويها الموقع من نقاشات و تعليقات قد تمثل أهمية كبيرة لمن يريد التربص بمصر.
-         الفيسبوك يمكن المستخدمين من وظائف محددة فقط, مثل Like أو comment..لكن إذا ما أردنا أن نطرح فكرة للمناقشة على مجموعات محددة أو نتطرق لمواضيع فرعية, فلن يسمح لنا نظام الفيسبوك بذلك..فنكون كلنا اسرى ما يتيحه لنا الفيسبوك! و كأننا تخلصنا من قيود الحزب الوطني لننتقل إلى قيود الفيسبوك. لكن عمل نظام مصري خالص يمكننا من إضافة خدمات غير موجودة حاليا بالفيسبوك, مثل إستطلاعات الرأي أو التصويت الألكتروني أو المناظرات الألكترونية.
-         ماذا إذا إختفى الفيسبوك, او حدث عطل بالنظام, أو أصبح بمقابل مادي (بالرغم من تأكيدات مارك زوكربرج من مجانية الموقع حتى الآن)...أو حدث أي عارض جعل الموقع غير متاح..ماذا سيكون الوضع حينها؟ هل سنفقد التواصل مع النظام, وهل ستضيع كل المواضيع التي أُثيرت و النقاشات الرائعة التي يختزنها الفيسبوك في أجهزته الأمريكية؟ كيف سنسترجع المعلومات و الحوارات التي يحتويها الموقع؟
-         كيف نتأكد من هوية و نوايا كافة مستخدمي الفيسبوك؟؟ كيف لنا ان نعرف أن هذا او ذاك هم ليسوا من إسرائيل مثلا و يريدون زرع الفتنة في البلاد بين العباد؟؟ و لكن في حالة نظام مصري خالص للتواصل, يمكن ان نضع معلومات أساسية مطلوبة لكل صفحة, مثل الرقم القومي أو ما شابه, و بالتالي لن يكون هناك دخلاء أو غير مصريين إن كان الموضوع يتطلب ذلك.
و الكثير من الفوائد و المميزات التي ستتاح من خلال نظام مصري خالص, كذلك الكثير من المخاطر التي سيتم تجنبها في حالة موقع جديد تنبع مكوناته من صميم هذا البلد. و ما أكثر الكفاءات المصرية من شركات و أفراد تستطيع بل و تتشرف بعمل نظام كهذا على نفس مستوى الفيسبوك أو يزيد.
أرجو أن تتبنى وزارة الإتصالات و المعلومات فكرتي هذه و تطرحها للكفاءات المصرية لتنفيذها بأسرع وقت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق