الجمعة، 25 فبراير 2011

المرحـومة سالـــي زهــران

بسم الله
قد لاحظ البعض أني لم أكتب (الشهيدة), و هذا ليس إنتقاصا من حق المصرية الأصيلة سالي زهران في الشهادة, إلا إني و الله أعلم لا أعتقد أن سالي قد استشهدت. و ذلك وفقا للرواية الحقيقية عن وفاة سالي التي وردت على لسان والدتها في مقابلة تليفزيونية, وليس الرواية التي تناقلتها  الصحف, إستنادا الى تقرير جريدة المصري اليوم.
الرواية التي نعرفها كلنا و التي وردت على صفحات المصري اليوم, هي أن سالي استشهدت و هي على أعتاب ميدان التحرير تحمل معونات و إمدادات للمتظاهرين, ذلك عندما تهجم عليها بلطجية و ضربوها بشومة على رأسها فقضت في الحال.
و لكن بعد مقابلة مع أهالي سالي زهران إكتشفنا أن الرواية الحقيقية لما حدث أن سالي -بنت سوهاج- كانت في مظاهرة مع عدد من المواطنين في سوهاج, و تعرضت للرش بالمياه فرجعت الى بيتها لتغير ملابسها و تعود للتظاهر. و لكن عندما استوقفتها أمها خوفا عليها من الأذى , ثارت سالي و جرت نحو الشرفة و حاولت التمويه بالقفز من الشرفة المرتفعة لكي ترهب والدتها فتسمح لها بالخروج, فاختل توازن سالي و سقطت من ارتفاع و ماتت في الحال.
و صراحة لقد أصبت بدهشة كبيرة عند سماعي لهذه القصة و أدركت أن المرء أسير ما يعلم..و استغربت كم الاختلاف الذي كنا نعيشه عن الحقيقة..و تأذيت و شعرت بالخوف من تأثير الأعلام الموجه الذي عانينا منه كثيرا و كنا غافلين.   
و أنا لست في موضع فتوى و لا أنتقص من نبل قصد الراحلة سالي زهران التي أرادت أن تشارك في ثورة مصر الرائعة, و لا أشك لحظة في أن سالي لم تكن لتقدم على الانتحار أو ما الى ذلك, ولكن ما حدث هو قضاء من الله و قدر, و لكني أيضاَ لا أتصور ان ما حدث ينطبق عليه صفة الشهادة - والله تعالى أعلم.
و قد بحثت في شرط الشهادة و وجدت الكثير من المراجع الدينية و أهمها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

و قد ورد في الحديث الصحيح أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "وما تعدون الشهادة" قالوا "القتل في سبيل الله تعالى" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله ,المطعون شهيد والغرق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والمبطون شهيد وصاحب الحريق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيدة". صدق رسول الله
الراوي: جابر بن عتيك المحدث: الألباني المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3111 
و ما سبق لم يشمل ما اقدمت عليه سالي...و قد يتفق أو يختلف البعض على ادعائي..و قد يرى البعض الآخر إني أثير زوبعة في فنجان, لكني لن أقف كثيرا عند إثبات وجهة نظري أو تفنيدها, و ذلك لأني متيقن أن ما أقدمت عليه سالي زهران هو محاولة تأكيد عزمها على النزول حتى و لو عرضها هذا للكسر أو الوفاة, و هو مقصد نبيل. المهم أن سالي بين يدي الله و هو الحق, ليست بيننا لتدفع عن نفسها أي ادعاء من جانبي, و نحسبها بإذن الله مع الشهداء و الأبرار و الصديقين. 
صورة سالي بالحجاب
و لكن ما روعني في هذه القصة هو هذا الكم الزائف من المعلومات الذي تم تناوله و ترويجه في هذه القصة, فها هم بعض الناس ينشرون صورة لسالي و إبنتها (مع إنها لم تتزوج) و هي بالحجاب, و صاغوا العديد من الروايات أمثال أن سالي قد تحجبت قبل الوفاة بأسبوع 
و بدأت الناس في تمجيد نموذج سالي زهران بشكل مبالغ فيه.
و القصد من وراء مقالي هذا هو ليس التقليل من شأن ما فعلته سالي أو التشكيك في وطنيتها..أقسم أني لم يراودني أدنى شك في ذلك..و لكن في هذه اللحظات التاريخية, تدوين الحقائق قد يشكل تحولا فارقا في حياة و ضمائر الشعوب.
و كلمة اخيرة لكل من نشر المعلومات المغلوطة بقصد او تكاسل أو جهل..رجاءاَ و توسلا
أن تتحروا الدقة و المصداقية في المعلومة. 
رحم الله سالي زهران و كافة شهداء التحرير الأبرار و إلى جنة الخلد بإذن الله.

فيديو مقابلة والدة سالي زهران:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق