الاثنين، 28 فبراير 2011

ما نريده من الرئيس



سؤال تردد على مسامعي كثيرا و استفزني في كل مرة بلا نقصان, و هو (من ستنتخب رئيسا قادما؟). و عذرا إن قلت أن هذا السؤال ينم عن سطحية فكرية و حمق سياسي غير مسبوقين, لكن لأني أثق في عقلية بعض ممن سألوه, فأستطيع أن أرجع هذا لسبب آخر و هو التوق للممارسة الديمقراطية و الإختلاف. لكن لهم إعتذاري من تفكيري الداخلي الذي لم أستطع منعه, لكني لي أسبابي..
فالسؤال بداية إفترض عدة نقاط, أولها أن تم طرح كل من سيترشح للإنتخابات القادمة, و قد ذهب بعض الناس أكثر من ذلك و بدأوا المفاضلة بين العديد من الأسماء -المطروحة إفتراضيا-  منها من يصلح مثل د. البرادعي, و من قد يصلح مثل د. أحمد زويل, و أخيرا من يقينا لا يصلح مثل السيد عمرو موسى, و لحكمي هذا حديث آخر.
و الفرض الثاني الذي يُستشف من السؤال أن الناس قد إطلعت على البرامج الإنتخابية لكل مرشح و فاضلت بينها و وصلت الى نتيجة و قناعة شخصية لا تقبل الجدل, فأتعجب عندما أرى بعض الناس يدافعون بإستماتة و حماس عن أحد و يهاجمون الآخر.. و ها أنا ثانية أنازع نفسي الأمارة بالسوء عندما أنعتهم سرا بالحماقة, فالواقع هو أنه حتى هذه اللحظة لم يترشح أحد أو حتى يؤكد ترشيحه, و بالرغم من التصريحات المتناثرة هنا و هناك من أي مرشح محتمل, فلا يمكن من خلالها الوصول الى معالم أي برنامج إنتخابي أو حتى التأكد من خوض صاحب التصريح للإنتخابات..إذن فهي مجرد تمنيات أو وعود –غير قابلة للتنفيذ حاليا و لا يوجد ما يؤيدها- فلا يجب أن تلقي أكبر مما تحتمل من الشعب. وشخصيا  أتصور ان الإنتخابات الرئاسية ستشهد صعود وجوها جديدة و بالتالي برامج جديدة غير مطروحة الآن على الساحة, و لا أستبعد كوادر مثل د. حسام بدراوي و أ. حمدين صباحي و د. السيد البدوي للترشح, وقد يظهر د. أيمن نور ثانية..و هذا قد يؤدي إلى دهشة جموع الشعب من تلك النماذج, و قد يرفضوهم أو يقاوموهم بداية شكلا لا مضمونا, لكن يجب أن يكون الفيصل في الإختيار هو قوة و مصداقية البرنامج الإنتخابي و ليس شعبية المرشح. و هذه أحد النقاط الأساسية التي يجب تهيئة وتوعية الشعب بها حتى ميعاد الإنتخابات المرتقبة.
لذلك لن أستطرد في البحث عن رد هذا السؤال, لكن سأطرح السؤال الأسهل و الأوقع و هو (ماذا تريد من الرئيس القادم؟). و هو سؤال مشروع و يجب التفكير فيه و الإجابة عليه من الآن من قبلنا جميعا, لأنه الإجابة هي التي  ستحدد أولا إلى أين سيذهب صوتي و صوتك, ثم من بعدها الى أين سيتجه هذا الوطن. صوتي و صوتك يجب أن يذهب أولا لبرنامج إنتخابي واقعي و منطقي و فعال..ثم بعدها الى شخص نثق أنه يستطيع تنفيذه, تلك هي الممارسة الديمقراطية الواعية التي حُرمنا منها طيلة السنوات العجاف, حيث كان الإنتخاب يتم وفقا لمعايير مختلة مثل الثقة الشخصية أو الكاريزما القيادية أو الإستفادة الشخصية أو ما الى ذلك..و لكن هذا العهد قد ذهب بلا رجعة بإذن الله.
أتمنى أن يقضي كل منا بعض الوقت في التفكير فيما يريده من الرئيس القادم, و ما أن يستقر على الإجابة, حتى يحشد الناس عليها, و يناقشهم و يستمر في تطوير أفكاره و رغباته الى أن تنضج و ترتقي للمصلحة العامة و منفعة الوطن, ثم يعمل على إيصالها الى مختلف الجهات و أعلاها, و يملأ الدنيا صياحا و مطالبة بالتغيير النابع من إرادة حقيقية واعية, و أعدكم بعدها شعورا رائعا بلذة المشاركة و نشوة الإنتصار عندما يتحقق و لو جزئيا ما نطالب به...غير ذلك فلن يكتب لهذا البلد أي تغيير.
و أخيرا, تلك هي بعض مطالبي التي أريد إيصالها للرئيس...و هي مقسمة الى مطالب قومية إستراتيجية و مطالب شخصية. أبدا بالمطالب الإستراتيجية:
-          إعلاء قيمة العلم و العلماء و وضع خطة عاجلة للنهوض بالتعليم بكل مؤسساته.
-          الإهتمام بالبعد الإجتماعي و قضايا المهمومين من أبناء الوطن.
-          ترسيخ مبدأ السلطة من أجل خدمة للشعب و ليس التحكم به, و تطبيق تلك القاعدة على كافة السلطات التشريعية و التنفيذية.
-          الإبتعاد عن تكوين صورة زعامة إعلامية زائفة و الإكتفاء بصورة الرئيس الموظف المجتهد الحريص على مصلحة الوطن.
أما عن المطالب الشخصية و التي لا تقل أهمية عن سابقتها لما لها من تأثير:
-          عدم التحرك بمواكب حراسة ضخمة و تشريفات أمنية سخيفة و مؤرقة للناس.
-          عدم التحدث بعنجهية و تسلط و إيثار المواطن في كل الحالات و تقبل النقد و التواصل المباشر مع المواطنين.
-          إشاعة روح الأمل و الوطنية و الحماسة في نفوس الشعب بدافع الوطنية و الإبتعاد عن العوامل السلبية مثل عدم اللحاق بسوق العمل و ما شابهه من تهديدات.
-          عدم إقحام العلاقات الأسرية و العائلية في المشهد الرئاسي من قريب أو بعيد.
تلك هي بعض المطالبات التي قد تزيد أو تتعدل...برجاء تكوين قائمة خاصة لكل منا حتى نستطيع رؤية غد أفضل لها البلد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق